بسم الله الرحمن الرحیم
سماحة السید مقتدى الصدر زعیم التیار الصدری
سلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
من باب النصح و حب الخیر لکم و للشعب العراقی العزیز أود لفت انتباهکم إلى بعض أخطار الجامعة الأمریکیة على مستقبل العراق و التی حصلت على ترخیص العمل فی بغداد کما تعلمون سنة 2018 فی ظل غفلة الدکتور حیدر العبادی (رئیس الوزراء السابق) و بعض النخب.
النقطة الأولى: هی أنّ الجامعة الأمریکیة ببغداد تقوم تحت غطاء التعلیم فی الأقسام و الکلیات التالیة: الآداب والعلوم، والمال و الأعمال، والشؤون الدولیة والسیاسیة، و الصحة والقانون و... . بتنشئة أناس یتصدون للمناصب العلیا فی العراق یعملون وفقًا للنظام العالمی الراهن کما تقوم بأدلجة فاعلیة هذا النظام بقیادة أمریکا و المنظمات الدولیة فی أذهان المسؤولین و النخب العراقیین -ولو بشکل جزئی-. فهم یعتبرون الشعب العراقی و کل جعرافیا ظهور صاحب الزمان عالمًا ثالثًا و یجعلونه سوقًا و مختبرًا للدول الغربیة المسیطرة على منظمة الأمم المتحدة، و لا شک فی أن عدم التصدی لهذه الرؤیة یتعارض مع کرامة الشعب العراقی.
و من اللازم اطلاعکم على: أن النفوذ الفکری للمنظمات الدولیة مثل: منظمة الصحة العالمیة (WHO) و منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (UNESCO) ومنظمة الأغذیة والزراعة للأمم المتحدّة (FAO) ومنظمة التجارة الدولیة (WTO) بین بعض المسؤولین الإیرانیین و الذین قد تخرج قسم منهم من جامعات أمریکیة و بریطانیة حملوا الشعب الإیرانی فجائع من قبیل سیاسة تحدید النسل، و إیجاد تضخم بنسبة 50%، و إشاعة إنتاج الأغذیة المصنعة و المعدلة وراثیًا، و فرض إجراء وثیقة 2030 للتنمیة المستدامة على منظمة التخطیط فی البلاد. آمل عدم تکرار هذه التجربة المریرة للشعب العراقی من خلال الغفلة و التسامح مع نشاطات الجامعة الأمریکیة و بقیة البرامج الدولیة.
النقطة الثانیة: نقترح على لجنة التخطیط فی التیار الصدری أن یخططوا لإدارة العراق وفق النموذج الإسلامی للتقدم ونظریاته من قبیل: 1. نظریة إدارة المدن بمحوریة الأحیاء السکنیة مقارنة بالمدرسة الأمریکیة فی الحضریة الجدیدة.
2. النموذج الفقهی لتقییم الطعام مقارنة بالمعاییر العالمیة لتقییم الطعام ( Codex Alimentarius)
3. النظریة الفقهیة فی هیکلیة الوقایة من الأمراض مقارنة بالبند الثالث من وثیقة 2030 للتنمیة المستدامة (البند المتعلق بالصحة)
4. التبویب الجدید لفقه المکاسب وفق القواعد الأصولیة لفقه النظام.
5. نظریة السیاسة الخارجیة قبل ظهور الإمام المنتظر. مقارنة بالنظریة البنائیة فی العلاقات الدولیة.
فعدم التوجه للنظریات والنماذج الإسلامیة فی مجالات: الغذاء والصحة، و إدارة المدن والمسکن، و السیاسة الخارجیة والتجارة فی البلاد سوف یحمّل الشعب العراقی خسائر فادحة فی المستقبل.
النقطة الثالثة: اقترح علیکم الاستفادة من نفوذ کلامکم بعد تبادل وجهات النظر مع الحوزة العلمیة فی النجف و کربلاء فی توعیة نخب الشباب إلى مخاطر هذه الجامعة الأمریکیة و تمهید الطریق للمسؤولین و الشعب و العراقی للوقوف على مخاطر التخطیط المبتنی على التنمیة الغربیة.
فقد قام فی إیران سماحة المرشد الأعلى السید القائد آیة الله العظمى الخامنئی حفظه الله بالتدریج بوضع غالبیة الشعب و النخب و المسؤولین فی مسیر بناء الحضارة الإسلامیة من خلال المداومة على طرح الإستراتیجیات و المصطلحات من قبیل: شمولیة الإسلام لجمیع جوانب الحیاة، النموذج الإسلامی للتقدم، بناء الحکومة الإسلامیة، الحضارة الإسلامیة، الطب التقلیدی، المدینة الإسلامیة، الحاق العدالة فی جمیع برامج البلاد، و کذلک إیجاد بعض التحدیات أمام المنظمات و الوثائق الدولیة على الخصوص وثیقة 2030 للتنمیة المستدامة و البرامج المقترحة من الغرب من قبیل الإتفاق النووی بین إیران و الدول الإستکباریة.
والسلام على من اتبع الهدى
علی کشوری . مدیر مدرسة الهدایة الفقهیة
مدینة قم المقدّسة، عش آل محمد ومأوى شیعتهم
الأربعاء الموافق 27 ربیع الأول 1443هـ. ق.